أكد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أن لا بد أن ينتصر الشعب السوري الذي قدم من دمائه وشيوخه وأطفاله الكثير وما يزال، وأن من يفعل ذلك بشعبه سيأخذه الله أخذ عزيز مقتدر. كما أكد أننا سنرى في مقبل الأيام كيف سيذل الأسد وأعوانه. ودعا فضيلته الشعوب العربية والإسلامية كافة إلى نصرة سوريا العزيزة في نضالها ضد القمع والظلم.
وقال الشيخ القرضاوي في خطبة الجمعة أمس بجامع عمر بن الخطاب بالدوحة وسط حضور كبير إن نصرة الشعب السوري "واجب علينا"، وناشد كل المسلمين في بلاد الله أن يقولوا الحق ويقفوا إلى جانب إخوتهم في سوريا منعا لهذا الظلم الذي ينصب عليهم ليلا ونهارا، مضيفا أننا في هذه الجمعة التي سميت باسم "جمعة السوريين" علينا أن نقف معهم حتى يكتب لهم النصر، وأننا في إطار نصرة الحق ومطاردة الظلم والظالمين يجب ألا نتقيد بأي زمان أو مكان.
وبين رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن واجب المؤمن أن يكون مع الحق والعدل ضد الظلم والظلام، وأن يكون مع أهل الصلاح ضد الفساد، ودعا إلى الوقوف مع الشعب السوري صفا واحدا، وألا نخذلهم بأية حال من الأحوال ... إنه اذا لم تحم أخاك وقت الشدة فمتى تحميه؟، مذكرا بالحديث الشريف " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وذكر أن عهود الظلم قد انتهت مع إطلالة الربيع العربي، حيث بدأت الشعوب تمسك بالحقائق وتعرف طريقها لدحر الباطل، لافتا إلى أن الله لن يترك الطغاه الذين يذلون شعوبهم، كما أنه لن يتخلى عن الشعوب وسينصرها.
وحمل القرضاوي على العلماء المساندين للظلم، وقال إن هؤلاء ليسوا بعلماء، إذ العلماء هم مَن يقفون إلى جانب الشعوب، ومن حق الشعوب أن تحكم نفسها بنفسها ... إن العلماء الذين يؤيدون هذا الباطل ليس لهم حساب عند الله ولا ينظر الناس إليهم، وهؤلاء يجب أن يعودوا إلى أماكنهم.
وأكد أنه لا بد أن ينتصر الشعب السوري الذي قدم من دمائه وشيوخه وأطفاله الكثير وما يزال، مشيرا إلى أنواع العذاب التي يلاقيها الشعب السوري كل يوم جراء القصف بالدبابات والصواريخ والراجمات.. وقال إن مَن يفعل ذلك بشعبه فلن يتركه الله بل سيأخذه أخذ عزيز مقتدر وسيؤخذ أخذا أليما " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ".
وأكد أننا سنرى في مقبل الأيام كيف سينتصر الشعب السوري، وكيف سيذل الأسد وأعوانه، وأن سوريا بمسلميها ومسيحييها ودروزها وغيرهم ستنتصر وستقف أمام الظالم.
الإحسان فريضة
وكان الشيخ القرضاوي قد تناول في الجزء الأول من خطبة الجمعة قيمة الإحسان كأحدى القيم العظمى في الإسلام، مبينا معناها وكيفية التحلي بها.
وقال إن الإحسان هو الاتقان واعطاء الشيء حقه من الجمال والتجويد، مرشدا إلى أن اتقان العمل مطلب إيماني وفق قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".
وشدد على أن احسان العمل فريضة سواء في الأعمال الدنيوية أو الدينية، حيث كتب الله "الإحسان على كل شيء". وأعرب عن أسفه لتأخر المسلمين عن غيرهم من الأمم، وعزا هذا التأخر إلى عدم اتقان العمل.
وأشار إلى أن الله أنزل علينا فرائض ونوافل وطلب منا الانتقال من الفرائض إلى النوافل، والانتقال من الحسن إلى الأحسن.
ودعا الشيخ القرضاوي المسلمين إلى أن يكونوا من المحسنين، لافتا إلى نبي الله يوسف عليه السلام، وكيف كان محسنا "إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"، وقال إن نتيجة صنعه أن حفظه الله رغم ما أصابه من ابتلآت وما ألم به من آلام كما عوضه تعالى عن ما مر به.
وعقب صلاة الجمعة أدت جموع المصلين صلاة الغائب على أرواح شهداء الثورة السورية، كما قنتوا لهم بالدعاء.
Sumber: Web Rasmi Dr. Yusuf Al-Qardhawi